و كان الوعد أن تأتي شتائاً لقد رحل الشتاء و مضى الربيع
و أقفرت الدروب غلا حكايا تطرزها ولا ثوب بديع
ولا شال يشيل على ذرانا ولا خبر ولا خبر يشيع
و هاجر كل عصفور صديق و مات الطيب و أرتمت الجذوع
حبيبة قد تقضى العام عنا ولم يسعد بك الكوخ الوديع
ففي بابي يرى أيلول يبكي و فوق زجاج نافذتي دموع
ويسعل صدر موقدتي لهيباً فيسخن في شراييني النجيع
و تلتف الستائر في حنبن و تذهل لوحة و يجوع جوع
أحبك في مراهقة الدوالي و فيما يضمر الكرم الرضيع
و في تشرين في الحطب المغني و في الأوتار عذبها الهجوع
في كرم الغماثم في بلادي و في النجمات في وطني تضيع
أحبك مقلة و صفاء عين و إليها قبل ما أهتدت القلوع
أحبك لا يحد هواي حد ولا أدعت الضمائر و الضلوع
أشم بفيك رائحة الراعي و يلهث في ضفائرك القطيع
أقبل إذ أقبله حقولاً و يلثمني على شفتي الربيع
أنا كالحقل منك فكل عضوبجسمي من هوال شذاً يضوع
جهنمي الصغيرة لا تخافي فهل يطفي جهنم مستطيع؟
فلا تخشي الشتاء ولا قواه ففي شفتيك يحترق الصقيع